اليوتيوب التعليمي النقي دون محاذير




هذا موقع رائع وهو بعنوان اليوتيوب التعليمي النقي 
يمكن للطالب والمعلم والجميع أن يستفيد منه دون محاذير 




اليوتيوب التعليمي النقي

http://youtube-edu.com/

مهام أمين مراكز مصادر التعلم




المهام الإدارية
  • تطبيق ما يرد من الجهات المختصة من لوائح وأنظمة وتوجيهات خاصة بمركز مصادر التعلم
  • التنسيق مع لجنة مركز مصادر التعلم في وضع الخطط الفصلية والسنوية التي تؤدي إلى تحقيق أهداف المركز، وتقديمها إلى مدير المدرسة لاعتمادها.
  • التشاور مع الهيئة التعليمية في المدرسة لاقتراح ما يحتاجه المركز من مصادر التعلم بأنواعها التي تخدم المنهج الدراسي، والاحتياجات التربوية والتعليمية في المدرسة، وما يتطلبه ذلك من تجهيزات ضرورية، وكل ما يساعد على تحقيق أهداف المركز، والعمل بالتعاون مع الجهات المختصة على توفيره ومتابعة إجراءات تأمينه والحصول عليه.
  • تعريف المعلمين والطلاب بما يصل إلى المركز من مصادر تعلم جديدة.
  • استلام مصادر التعلم وتسجيلها بالطرق النظامية الخاصة بها.
  • ختم مصادر التعلم بختم ملكية المدرسة وختم التسجيل وكتابة الرقم العام (رقم الورود) على كل مصدر.
  • تسجيل مصادر التعلم التي يتم خصمها من (سجل العهدة) وذلك عندما تسحب بمذكرات رسمية، أو بموجب محاضر معتمدة من لجنة مركز مصادر التعلم تفيد التلف أو الفقد، أو الإرجاع أو نقل الأصناف إلى جهة أخرى.
  • الاهتمام بالدوريات (صحف أو مجلات) وتسجيل وصولها في السجل الخاص بها أولاً بأول، ومتابعة المتأخر وصوله منها، والعمل على الحصول على الأعداد الناقصة لإكمال مجموعة المركز.
  • إحصاء نشاطات المركز وذلك بتدوين المعلومات الخاصة بذلك في السجل المخصص لهذا الغرض، وإعداد تقرير شهري عن النشاط في المركز، وإرساله إلى إدارة التعليم.
  • إعداد جدول لتنظيم زيارة فصول المدرسة للمركز.
  • تنظيم عملية إعارة مصادر التعلم القابلة للإعارة ومتابعة المعار منها والمطالبة بإرجاعها في الموعد المحدد.
  • المحافظة على موجودات المركز والعناية بسلامة جميع أنواع مصادر التعلم ، والتوصية بتجليد كتبه وإصلاح ما يعطب من أجهزته ووسائله.
  • إجراء عملية الجرد السنوي وعمل المحاضر اللازمة لذلك.
  • إعداد تقرير سنوي عن المركز واحتياجاته وعرضه على لجنة مركز مصادر التعلم لمناقشته واعتماده، قبل إرساله إلى إدارة التعليم.
المهام الفنية
  • معاونة المعلمين، والطلاب على اختيار مصادر التعلم المناسبة والأجهزة التعليمية اللازمة واستخدامها.
  • تقديم الخدمة المرجعية لرواد المركز وإرشادهم إلى المعلومات المطلوبة ، حسب مصادر التعلم المتاحة.
  • تشغيل أجهزة المركز والمحافظة على جاهزيتها.
  • العمل على إعداد الفهارس اللازمة لجميع أنواع مصادر التعلم المتوفرة في المركز والمدرسة والاستمرار في صيانتها والإضافة إليها وتعديلها حسب ما يستجد من مواد. (يلاحظ أن قواعد الفهرسة المعتمدة هي الأنجلوأمريكية)
  • العمل على تصنيف مصادر التعلم حسب خطة التصنيف (ديوي العشري).
  • تنظيم مصادر التعلم وترتيبها في أماكنها الصحيحة بما يسهل تناولها للاستخدام وإعادتها.
  • التقويم المستمر لمصادر التعلم بالتنسيق مع لجنة المركز والتوصية باستبعاد ما يرى عدم صلاحيته، إما لتقادمه أو لعدم مناسبته لأهداف المركز ووظائفه التعليمية والتربوية.
  • العمل على تطوير مهاراته وتثقيف ذاته في مجال عمله، بمختلف الطرق والأساليب التي ترفع من كفاياته المهنية.
  • عمل قوائم ببليوجرافية لما يوجد في المركز من مصادر التعلم لها اتصال بالمناهج وإبلاغها المعلمين للاستفادة منها في إعداد الدروس وتوجيه التلاميذ أو الطلاب إلى الاستفادة منها والرجوع إليها.
المهام التربوية والتعليمية
  • التعاون مع المعلمين في توضيح أهداف المركز ورسالته ودوره في تنمية مهارات التعلم الذاتي، والتعلم التعاوني، والقراءة الواسعة الشاملة، من خلال زيارة الصفوف وعقد اللقاءات وإعداد النشرات، وما إلى ذلك.
  • مساعدة المعلمين في توجيه التلاميذ أو الطلاب إلى تلخيص ما يتوصلون إليه من مصادر التعلم المختلفة والتحدث به وعرضه أمام زملائهم، وتنمية ميولهم البحثية والاستكشافية.
  • إعطاء دروس تربوية وتعليمية لرواد المركز والتحضير لهذه الدروس كتابياً عن كيفية البحث عن المعلومات، وتزويد الطلاب بمهارات البحث والاستكشاف ومهارات الاستفادة من نظم المعلومات والتعلم الذاتي.
  • تقديم المشورة التربوية والفنية للمعلمين في الجوانب التربوية والتقنية لمركز مصادر التعلم.
  • مساعدة الطلاب في إجراء البحث العلمي.
  • إعداد برامج تدريبية للمعلمين على استخدام الأجهزة التعليمية، وتنفيذها.
  • الاشتراك مع الطلاب والمعلمين في إعداد مسابقات وبرامج ثقافية وعلمية.
  • تكوين جماعة مركز المصادر وتفعيل نشاطاتها العلمية والثقافية

فلم يشرح مراكز مصادر التعلم





قد يتبادر لذهن اى شخص العديد من الاسئلة حول مراكز مصادر التعلم مثل :
ماالمقصود بمراكز مصادر التعلم ؟
ما أهمية مراكز مصادر التعلم ؟
ما دور مراكز مصادر التعلم ؟
ما المطلوب من مراكز مصادر التعلم ؟



ثقافة الإنترنت





لقد دخلت شبكة الانترنت في شتى مجالات الحياة وأصبح استخدامها وكيفية التفاعل معها أحد سمات وخصائص المدنية الحديثة ومقياسا لتطور الشعوب والبلدان واندماجها في تفاصيل الحضارة الانسانية وتواصلها مع مختلف البلدان .
    وبذلك فقد احدثت ثورة كبرى وطفرة واسعة في اساليب التبادل العلمي والثقافي وعالم الاتصال ، وباتت الدول وخاصة المتقدمة منها تتسابق وبشكل كبير فيما بينها من اجل تطوير اساليب استخدامها لشبكة الانترنت وايجاد وسائل اخرى لزيادة فاعلية استخدامها والاستفادة القصوى منها مما جعل منها عبارة عن منظومة متكاملة للاتصال والتبادل العلمي والثقافي والفكري دخلت معظم مرافق المجتمع وعملت على تطويرها والرقي بها .
    وشبكة الانترنت عبارة عن شبكة ضخمة من اجهزة الحاسوب المرتبطة بين الكثير من دول العالم ممثلة بالمؤسسات العلمية والثقافية والاقتصادية والافراد ، وتمكن هؤلاء المستخدمسن والمرتبطين في شتى انحاء العالم من الاتصال فيما بينهم من خلال ارسال واستلام الرسائل وتبادل المعلومات المختلفة في جميع صنوف العلم والمعرفة والثقافة .
    وأصبح عالمنا المعاصر يطلق عليه بأسم عالم الانترنت لان اكتشاف شبكة الانترنت كانت احد المحطات الرئيسة والثورات الكبرى في الحضارة الانسانية والتي اوجدت بصماتها الواضحة عليها .
   لقد اصبحت شبكة الانترنت عبارة عن قناة معرفية هائلة الكم من المعلومات والافكار ساهمت بشكل كبير في ربط وترابط المجتمعات والافراد متجاوزة بذلك الحدود الجغرافية والمحددات السياسية والاجتماعية والمذاهب الفكرية وساهمت في تقارب الحضارات وتلاقح الافكار بين الشعوب بمختلف قومياتها ولغاتها واديانها ، وهي وسيلة رخيصة الثمن وسهلة وخزان كبير لحفظ المعلومات والبيانات في شتى فروع العلم والمعرفة وعليه اصبحت عبارة عن مكتبة رقمية ضخمة تنقل للمسخدم المعلومات حال نشرها وتسمح له بالاتصال مع مختلف الجهات العلمية والاكاديمية والبحثية والاقتصادية والمجتمعية . وبذلك فان شبكة الانترنت قد ادت الى ظهور عالم جديد مجازي ان صح التعبير هو العالم الافتراضي الذي بامكان الانسان فيه ان يعبر معظم الحواجز والممنوعات لتزداد معرفته واطلاعه في شتى مجالات المعرفة وشؤون الحياة .
   لقد اصبحت شبكة الانترنت منهلا كبيرا لاينفذ للباحثين والمثقفين في جميع البلدان ليتبادلوا فيما بينهم المعلومات والافكار ويستطيعوا من خلالها نقل مايرغبون به من معارف وخبرات وثقافات الى مجتمعاتهم بدون قيود او حواجز وبالتالي العمل على نشرها في تلك المجتمعات في ضوء رغباتهم وتوجهاتهم الفكرية والعقائدية .
   وساهمت شبكة الانترنت بصورة فاعلة في نشر الثقافة بين الشعوب لانها وسيلة رخيصة وسهلة وحرة غير مقيدة للنشر لاتحتاج الى تكاليف الطباعة والورق ومشاكل التوزيع وبامكان الجميع الوصول اليها فيما لو توفرت لديهم خدمات الشبكة . كما ان فيها القابلية الكبيرة المتاحة للناشرين لتحديث المعلومات بصورة فورية وسريعة استجابة للمتغيرات الحاصلة في المعلومات التي نشروها سابقا وبدون اي تكلفة تذكر او قيود لغرض التحديث .
   ونتيجة لكون طبيعة المعلومات المنشورة والمتاحة عبر شبكة الانترنت غير محددة وغير مسيطر عليها من قبل جهة معينة وبالامكان الاضافة اليها في كل وقت ومن اي مكان فأن هذا شكل رصيدا ضخما للثقافة الانسانية بكل مفاصلها واصبح بأمكان الكثير من الناس الاطلاع على هذه الثقافات المختلفة بصورة حرة والاستفادة منها والتفاعل معها والاستفادة منها في تغيير وتطوير اساليب حياته الاجتماعية كعضو فاعل في المجتمع وبالتالي ينعكس هذا بصورة واسعة وعامة على الثقافة العامة والخزين الحضاري للمجتمع بما يرتقي به الى مصاف المجتمعات المتطورة اذا استطاع فعلا توجيه هذه الثقافات بصورة فاعلة وايجابية لغرض التطوير والبناء وتعزيز العادات والتقاليد الاجتماعية الحميدة والفاضلة .
   ولكن هناك نقطة مهمة وجوهرية ينبغي الانتباه اليها وعدم اغفالها وهي ان ليس كل مامنشور في شبكة الانترنت من معلومات وافكار وآراء هي دقيقة وصالحة وفعلية ولايمكن الاخذ بها وتصديقها بصورة كاملة دون فحص وتمحيص وتدقيق لبيان دقتها وصحتها لان عدم اجراء ذلك سوف يؤدي الى انتقال افكار وآراء ومعلومات وهمية وغير صحيحة الى المجتمع وانتشارها فيه وبذلك تأتي بنتائج عكسية سواء على صعيد البناء والتطوير ام على صعيد الفكر والثقافة والمعلومات المتداولة في المجتمع .
   وهناك جانب مهم واساسي ينبغي الالتفات اليه ايضا والحذر الشديد منه وهو انتشار المواقع الاباحية واللااخلاقية والهدامة بدرجة كبيرة جدا مع امكانية الوصول اليها بسهولة بوجود اغراءات جاذبة تجذب الشباب وضعيفي النفوس والالتزام الديني والاخلاقي وبطرق كثيرة واساليب متنوعة وقد تكون مشوقة ولكنها هدامة تعمل على هدم البناء والارث الحضاري والاجتماعي والاخلاقي للمجتمع من خلال انغماس بعض الناس فيها وتفاعلهم معها والادمان عليها وهذا يؤدي الى عواقب وخيمة تعود بالضرر الكبير على المجتمع وتعمل على تلهية الناس في امور تافهة وسطحيه وتبعدهم عن دورهم الحقيقي في الحياة التي يجب ان يقوموا به من اجل بناء المجتمع وتطويره .
   وفي مقابل ذلك توجد في شبكة الانترنت الكثير من المواقع العلمية والثقافية والدينية التي يمكن من خلالها الحصول على معلومات كثيرة ومفيدة في الجوانب المشار اليها والتي يمكن من خلالها المساهمة في بناء شخصية الانسان المثقف الواعي الملتزم بتقاليد مجتمعه الفاضلة والصحيحة وتعاليم دينه ومبادئه والتي يستطيع من خلالها الاطلاع على اخر المستجدات العلمية والثقافية والفقهية التي تحدث في العالم لتمحيصها واخذ ماينفعه منها لتخلق منه المواطن الصالح الذي يكون عبارة عن بؤرة اشعاع في محيطه العائلي والاجتماعي وبذلك تتوفر له فرصة كبيرة لكي ينهل من منابع العلم والمعرفة في مختلف مجالاتها وبصورة ميسرة وسرسعة وقليلة الكلفة وتجعله في تواصل مستمر مع مايحدث حوله من احداث ومستجدات من الصعوبة التعرف عليها من خلال وسائل الاتصال الاخرى .
   وهناك جانب اساسي ومهم له علاقة بالجوانب الثقافية في المجتمع يمكن الاستفادة فيه من الخدمات التي تقدمها شبكة الانترنت وهو جانب التربية والتعليم حيث قطعت الدول المتقدمة شوطا كبيرا في هذا المجال بأستخدام شبكة الانترنت للاغراض التعليمية لتطوير وتفعيل طرائق التدريس المستخدمة وحصول الطلبة على معلومات تعزيزية اضافية عن المادة الدراسية التي يتم طرحها من قبل المدرس في المحاضرات الاعتيادية وتجعلهم على تواصل مستمر ودائم مع احدث مايكتب وينشر في مجالات تخصصهم وتجعلهم يتواصلون مع العلماء والمفكرين والباحثين في شتى انحاء العالم من اجل تلاقح الافكار فيما بينهم . كما انه بامكانه ان يوفر مكتبة الكترونية ضخمة في المؤسسات التعليمية بجميع مراحلها وتخصصاتها تحتوي على كم هائل من المعلومات تكون مرجعا للمدرسين والطلبة والباحثين تساهم في بناء شخصيتهم العلمية والثقافية والاجتماعية والاخلاقية .
   لقد ساهم الانترنت بدرجة كبيرة في تسريع التطور العلمي والتكنولوجي والثقافي في العالم وفي شتى المجالات وذلك لسهولة الاتصال بين الباحثين والمتخصصين وتلاقح الافكار فيما بينهم للقيام بمشاريع علمية وبحثية تطويرية مختلفة والابتعاد عن حالة الانغلاق والانعزال التي كانت سائدة بين العلماء والباحثين لعدم وجود وسائل اتصال ومتابعة سريعة وفاعلة فيما بينهم . وبذلك اصبحت الاكتشافات والمخترعات الجديدة يمكن الاطلاع عليها وتطبيقها والاستفادة منها في حينها وتطبيقها في المؤسسات العلمية والتعليمية والانتاجية بصورة سريعة للاستفادة منها لتطوير المجتمع .
   ان استخدام شبكة الانترنت وانتشارها بهذا الشكل الواسع وفي مدة قصيرة قياسا الى غيره من الاكتشافات السابقة واللاحقة والتهافت العالمي الواسع على استخدامه والاستفادة من تطبيقاته يعتبر سلاح ذو حدين اذا لم يحسن استخدامه بالشكل الصحيح فانه قد يؤدي الى تحطيم وتدمير البناء الفكري والاجتماعي والعقائدي والديني للمجتمعات على المدى البعيد لانه سوف يؤدي الى ايجاد اجيال من هذه المجتمعات قد لاتلتزم بالمعايير والاعراف التي التزمت بها لسنوات طويلة .
   ان دخول شبكة الانترنت في مختلف المجالات وبصورة متسارعة ومتزايدة بشكل لم يسبق له مثيل عبر التأريخ قد يؤدي بنا الى استخدامه بصورة مستعجلة وغير مدروسة وليس ضمن خطط علمية صحيحة استجابة للرغبة العارمة عند الجميع لاستخدامه ، وهذا قد يؤثر سلبيا على طرائق الاستفادة منه بأفضل صورة وبأقل التكاليف والجهد ، ويأتي بنتائج عكسية لا تحمد عقباها قد تكون عبارة عن عوامل هدم حقيقية للبناء الاجتماعي والفكري والاخلاقي في المجتمع .
   ان هذا يوجب علينا ان ننظر الى شبكة الانترنت نظرة فاحصة وموضوعية ودقيقة نستطيع من خلالها تشخيص وتحديد الامور الايجابية والسلبية لهذه الشبكة وافرازاتها في المجتمع بصورة عامة وفي تفاصيل الحياة الاجتماعية بكل شرائحها ومكوناتها البشرية والاجتماعية . لاننا ينبغي ان نتعامل بنظرة علمية ودقيقة وفاحصة لكل المكتشفات الحديثة وعدم استخدامها ونشرها في المجتمع بصورة سريعة والانسياق وراء الدعايات والاعلام الكبير الذي يرافقها لان هذا قد يعود بنتائج سلبية على المجتمع .
   اذا اردنا ان تكون شبكة الانترنت عاملا فعالا ورئيسا في نشر الثقافة في المجتمع ورفد الحركة الثقافية وانجازاتها برافد جديد واساسي وكبير وغير محدود وغير خاضع للسيطرة من اي جهة كانت وغير مسيس لصالح جهة معينة على حساب جهة اخرى ينبغي علينا نشر الثقافة الحاسوبية وثقافة الانترنت وبيان اهميتهما الكبيرة في تطوير وتعزيز الحياة الثقافية في المجتمع بكل مكوناته وشرائحة مهما كانت مستوياتها الثافية والتعليمية .
   علينا ان نوضح لشبابنا اهمية شبكة الانترنت كوسيلة فاعلة لنقل الثقافة الانسانية وتبادلها بين الشعوب وان عليهم الاستفادة من الامور الصالحة والايجابية منها وعدم الانجرار خلف الدعاية الكبيرة والمواقع التافهة واللاخلاقية والاباحية التي تدمر من يستخدمها وتعود عليه بنتائج وخيمة على المستوى الشخصي وبالتالي تؤدي بمرور الزمن وعلى المدى البعيد الى تهديم البناء الاجتماعي والاخلاقي والديني في المجتمع .
   علينا ان ندعو شبابنا وابناء مجتمعنا الى الحصانة ضد الامور السلبية في شبكة الانترنت وذلك من خلال التزامهم بتعاليم دينهم الحنيف العظيمة وتقربهم الى الله سبحانه وتعالى وذلك من خلال زيادة الوعي الشعبي باهمية شبكة الانترنت في رفد ثقافة المجتمع بكل ماهو جديد وبالمقابل اثاره السلبية الكبيرة على المجتمع سواء كانت آثار آنيه سريعة او على المدى البعيد
   علينا ان نواكب التطور العالمي باستخدام وسائل الاتصال الحديثة ومن اهمها شبكة الانترنت بجميع تطبيقاتها للاطلاع على حضارات الشعوب وعاداتهم وثقافاتهم  ومعتقداتهم وانت بنتعد عن حالة الانغلاق الفكري والاجتماعي معهم من خلال فتح افاق مختلفة للتعامل مع تلك الثقافات والاستفادة منها في تطوير مجتمعنا وزيادة وعي ابناؤه في مختلف جوانب بناء الشخصية الانسانية وتعديل السلوك الانساني بما يضمن خلق مجتمع متطور ومثقف يسابق الزمن للحاق بالمجتمعات المتطورة التي سبقته بأشواط بعيدة والاطلاع على حافات العلم والعمل على تجاوزها لاننا بحاجة الى الكثير .
   انها دعوة صادقة الى ابناء المجتمع وخاصة الشباب بناة الحاضر وضمانة المستقبل لكي ينهلو من مناهل العلم والمعرفة والثقافة المنتشرة بكثرة في شبكة الانترنت وعليهم الاهتمام بالامور الاساسية والجوهرية التي تنفعهم وبالتالي مجتمعهم والابتعاد عن الامور السلبية والتافهة والسطحية التي تعود بالضرر عليهم .
   على ابناء مجتمعنا ان يحصنوا أنفسهم اولا بدرجة كبيرة عن وسائل الكسب والاغراء الرخيصة ومواقع الفرقة والتناحر والتشتت التي تحاول تمزيق الوحدة الوطنية والاسلامية  في شبكة الانترنت من خلال وضع مخافة الله اولا وقبل كل شيء نصب اعينهم والتزامهم بتعاليم دينهم الاسلامي الحنيف وحبهم لبلدهم كونه الخيمة الكبرى التي يستظل بها الجميع وايمانهم بوحدته وتماسكه وانصهار كل طوائفه واديانه وقومياته في كتلة واحدة تمثل اغلى جوهرة يحافظ عليها الجميع الا وهي العراق العزيز .
   دعونا نستزيد علما وثقافة من الانترنت . ودعونا نستزيد معرفة واطلاعا من الانترنت ودعونا نستزيد متعة ورفاهية من الانترنت . ودعونا نستزيد اخلاقا وفضائلا من الانترنت ودعونا نستزيد اعجابا بديننا وتمسكا بمبادؤنا من الانترنت . دعونا نستزيد حبا لبلدنا وعتزازا بوحدتنا من الانترنت .
أ.د.موفق الحسناوي


الحاسب الآلي في الوسائط التعليمية






تفعيل الحاسب الآلي مع الوسائط المعتددة في العملية التعليمي

إرم ذات العماد




إرَم ذات العماد هي مدينة عربية كانت مفقودة قبل عمليات البحث المستميتة للكشف عنها وقد كانت تعد من الاساطير بالنسبة لغير المسلمين، حيث أن المسلمين يؤمنون بوجودها بسبب ذكرها في القرآن الكريم. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث ذكر في القرآن أن سكانها كانوا من العرب البائدة من قبيلة عاد، ويذكر بعض الباحثين أن ملك هذه المدينة كان يدعى شدّاد بن عاد حيث أنه أراد أن يقيم الجنة الموعودة في الأرض، ويقال أن لهذا الملك أخ اسمه شديد بن عاد.
ولكن في مطلع سنة‏1998‏ م تم اكتشاف مدينة إرم ذات العماد في منطقة الشصر في صحراء ظفار في عمان، ويبعد مكان الاكتشاف ما يقارب 150 كيلو متر شمال مدينة صلالة و80كيلو متر من مدينة ثمريت. وقد ذكرت مدينة إرم وسكانها قوم عاد في القرآن الكريم في أكثر من آية كما في قوله تعالى : إرم ذات العماد‏*‏ التي لم يخلق مثلها في البلاد‏*‏‏(‏الفجر‏:6-8).‏
وجاء ذكر قوم عاد ومدينتهم إرم في سورتين من سور القرآن الكريم سميت إحداهما باسم نبيهم هود‏(‏ ‏)‏ وسميت الأخرى باسم موطنهم الأحقاف‏,‏ وفي عشرات الآيات القرآنية الأخرى التي تضمها ثماني عشرة سورة من سور القرآن الكريم.
وفي تفسير ماجاء عن‏(‏ قوم عاد‏)‏ في القرآن الكريم نشطت أعداد من المفسرين والجغرافيين والمؤرخين وعلماء الأنساب المسلمين‏,‏ من أمثال الطبري‏,‏ والسيوطي‏,‏ والقزويني والهمداني وياقوت الحموي‏,‏ والمسعودي في الكشف عن حقيقة هؤلاء القوم فذكروا أنهم كانوا من‏(‏ العرب البائدة‏)‏ وهو تعبير يضم كثيرا من الأمم التي اندثرت قبل بعثة المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم بمئات السنين‏,‏ ومنهم قوم عاد‏,‏ وثمود‏,‏ والوبر وغيرهم كثير‏,‏ وعلموا من آيات القرآن الكريم ان مساكن قوم عاد كانت بالأحقاف‏(‏ جمع حقف أي‏:‏ الرمل المائل‏),‏ وهي جزء من جنوب شرقي الربع الخالي بين حضرموت جنوبا‏,‏ والربع الخالي شمالا‏,‏ وعمان شرقا، أي ظفار حاليا ‏,‏ كما علموا من القرآن الكريم ان نبيهم كان هود‏(‏ ‏),‏ وأنه بعد هلاك الكافرين من قومه سكن نبي الله هود أرض حضرموت حتي مات ودفن فيها قرب‏(‏ وادي برهوت‏)‏ الي الشرق من مدينة تريم‏.‏ أما عن‏(‏ إرم ذات العماد‏)‏ فقد ذكر كل من الهمداني‏(‏ المتوفي سنة‏334‏ هـ‏/946‏ م‏)‏ وياقوت الحموي‏(‏ المتوفي سنة‏627‏ هـ‏/1229‏ م‏)‏ أنها كانت من بناء شداد بن عاد واندرست‏(‏ أي‏:‏ طمرت بالرمال‏)‏ فهي لاتعرف الآن‏,‏ وإن ثارت من حولها الأساطير‏
في يناير سنة‏1991‏ م بدأت عمليات الكشف عن الاثار في المنطقة التي حددتها الصور الفضائية واسمها الحالي الشصر واستمر إلي مطلع سنة‏1998‏ م وأعلن خلال ذلك عن اكتشاف قلعة ثمانية الأضلاع سميكة الجدران بأبراج في زواياها مقامة علي أعمدة ضخمة يصل ارتفاعها إلي‏9‏ أمتار وقطرها إلي‏3‏ أمتار ربما تكون هي التي وصفها القرآن الكريم‏.‏ ‏*‏ في‏1992/2/17‏ م نشر في مجلة تايم‏ (Time)‏ الأمريكية مقال بعنوان ‏(Arabia‏ ص‏sLostSandCastleByRichardOstling)‏ ذكر فيه الكشف عن إرم‏.‏
‏*‏ بتاريخ‏1992/4/10‏ م كتب مقالا بعنوان اكتشاف مدينة إرم ذات العماد نشر بجريدة الأهرام القاهرية لخص فيه ما توصل إليه ذلك الكشف حتي تاريخه‏.‏ ‏*‏ في سنة‏1993‏ م نشر بيل هاريس كتابه المعنون ‏(BillHarris:LostCivilizations)‏
‏*‏ بتاريخ‏1998/4/23‏ م نشر ‏(NicholasClapp) كتابه المعنون TheRoadtoUbar:‏ ‏*‏ بتاريخ‏1999/6/14‏ م نشر بيكو إير ‏(PicoIyer) كتابه المعنون ‏(FallingoffTheMap:SomeLonelyPlacesinTheWorld)‏
وتوالت الكتب والنشرات والمواقع علي شبكة المعلومات الدولية الأنترنت منذ ذلك التاريخ‏ ,‏ وكل ما نشر يؤكد صدق ماجاء بالقرآن الكريم عن قوم عاد ومدينتهم إرم ذات العماد بأنهم :
‏(1)‏ كانوا في نعمة من الله عظيمة ولكنهم بطروها ولم يشكروها ووصف بليني الكبير لتلك الحضارة بأنها لم يكن يدانيها في زمانها حضارة أخرى كأنه ترجمة لمنطوق الآية الكريمة‏(‏ التي لم يخلق مثلها في البلاد‏).‏
‏(2)‏ أن هذه الحضارة قد طمرتها عاصفة رملية غير عادية وهو ماسبق القرآن الكريم بالإشارة إليه‏.‏
يذكر أنه ورد ذكر إرَم في بعض الرقم الطينية القديمة لمدينة إيبلا في سوريا، كما ورد ذكر إرم ذات العماد وملكها شداد في الليلة ال277 والليلة 279 من قصص ألف ليلة وليلة.
لغز المدينة المفقودة:
و هي مدينة «إرم» المذكورة في القرآن الكريم في قوله تعالى : {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد} ويصفها القرآن بأنها: {التي لم يخلق مثلها في البلاد} وتذكر كتب التفسير, ومعاجم البلدان عن هذه المدينة الكثير من الروايات, تحوي مبالغات كثيرة عن عظم تلك المدينة وفخامتها (أنظر على سبيل المثال: الروض المعطار في خبر الأقطار: ص 22 ـ 24) قال ابن كثير في تفسيره؛ 4/508: «وهذا كله من خرافات الإسرائيليين» ويبقى ـ بعد استبعاد مبالغات الرواة وتهويل القصاص ـ أنها مدينة عظيمة), شيدها شداد بن عاد في صحرائها الجنوبية, وبذل النفيس والغالي في بنائها لتكون جنة في الأرض, إذا جاز التعبير..
وكان لورانس العرب أول من حلم بتحديد مكان المدينة المفقودة, وأطلق اسم «أطلنتيس الصحراء» عليها, ولكن توفي قبل أن يحقق حلمه, ثم تبعه آخرون من الرحالة الذين انطلقوا في بعثات غير مثمرة عامي 1947 و1953, ومنهم الرحالى البريطاني «برترام توماس B.Thomas» الذي استند ـ أثناء رحلته الاستكشافية ـ إلى كلام البدو الذين زودوه بعدد من الإرشادات لإيجاد الطريق إلى «إرم» ولكنه لم ينجح أبدا في العثور عليها.
وفي بداية الثمانينيات بدأ البحث الجدي عندما وقعت بين يدي صانع الأفلام الوثائقية الأمريكي «نيقولاس كلاب N.Clapp» ـ وهو من جملة من شغفوا باكتشاف المدينة ـ المذكرات التي كتبها توماس عام 1932, وتضمنت سيرته ومجموعة تقارير علمية عن الآثار في شبه الجزيرة العربية, وفيها يشير ـ مدعوما بالأدلة ـ إلى وجود طريق قديمة إلى «إرم», وبالإضافة إلى ذلك جمع «كلاب» معلومات أكثر حول الموضوع من مراجع ووثائق تضمنت أسماء 600 مؤرخ وعالم جغرافي ورحالة أكدوا وجود «إرم».
نتيجة لهذا الجهد النظري قرر «كلاب» تأليف فريق بحث مهمته الانطلاق في بعثة لمدة ثلاثة أشهر لحل لغز المدينة المفقودة, وضم الفريق, المحامي «جورج هدجز G.Hedges» المسؤول عن جمع المال والتبرعات لتمويل البعثة وتنظيم أمورها, وخبيرين في شؤون الجزيرة العربية, هما عالم الآثار المعروف «جوريس زارنز J.Zarins» الذي تولى تحليل المعلومات المتوفرة, والسير «رانولف فينيس R.Fiennes» الذي كان ضمن الوحدات العسكرية البريطانية التي ساعدت الجيش العماني عام 1968, وكان على دراية كبيرة بالمنطقة.
حصلت البعثة على دعم شخصي من السلطان قابوس ـ الذي بدا مغتبطا جدا للأمر ـ ومن وزارة التراث العمانية, التي تبنت الفكرة وقدمت للبعثة كل عون ورعاية, وكذلك من بنك عمان الدولي ومن شركة نفط عمان.
والجدير بالذكر أن أقدم الإشارات الجغرافية إلى «إرم» وردت في خريطة جغرافية قديمة وضعها الجغرافي السكندري «كلوديوس بطليموس C.Ptolamy» وأشار إلى وجودها في منطقة تقع على مشارف الربع الخالي حاليا, وهي صحراء غير مطروقة واجتيازها محفوف بالمخاطر, وكانت أول زيارة للبعثة لهذه المنطقة المحظورة عام 1990, ولكنها ما لبثت أن غادرتها خوفا من الوقوع في المهالك
أما عملية البحث الجدي فبدأت في نوفمبر عام 1991, وفي أوائل 1992 ـ وبعد أن صرح «كلاب» بأنه بدأ يشعر بالفشل ـ جاء قرار البعثة بالتنقيب في منطقة «سشعر» في «ظفار», وكانت النتائج مشجعة, خاصة بعد أن تم دعم عملية الحفر باستخدام رادارات خاصة بالتربة الرملية تتغلغل في باطن الأرض.
وكان «كلاب» ـ قبل ذلك, وبالتحديد عام 1984 ـ قد طلب من عالمين في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» مسح منطقة شبه الجزيرة العربية بواسطة رادار التصوير الفضائي المركب على مكوك الفضاء «تشالينجر» وبعد مقارنة صور المكوك مع صور أرسلها القمران الصناعيان «سبوت Spot» الفرنسي, و«لاندسات Landsat», أصبح بين يدي البعثة خريطة فريدة لمنطقة الربع الخالي, توضح طرق القوافل القديمة وخزانات المياه الجوفية ومجاري الأنهار القديمة والوديان, وكلها مناطق كان من الصعب جدا رؤيتها بالعين المجردة, إلا أنها ظهرت واضحة جلية بفضل تكنولوجيا التصوير الفضائي.
وقد أظهرت هذه الخريطة وجود طريق للقوافل مدفونة تحت الكثبان الرملية التي يصل ارتفاعها إلى 183م, وبالاستعانة بهذه المعلومات قررت البعثة الحفر قرب نقطة تقاطع طريق القوافل مع مكمن مائي قديم كشفت عنه الصور الفضائية, وهنا كانت الاكتشافات المدهشة.. قلعة محصنة مثمنة الأضلاع, ذات أبراج وجدران شاهقة يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار, وتضم عددا من غرف التخزين وأماكن السكن.. وظهرت المدينة الأسطورية «إرم».
إرم في القرآن الكريم

ورد ذكر إرم ذات العماد في سورة الفجر:
"ألمْ ترَ كيفَ فعلَ ربُكَ بعاد، إرمَ ذاتِ العماد، التي لم يُخْلَقْ مثلُها في البلاد" (سورة الفجر/6-8).
كما أن الله قد أرسل النبي هود لدعوة أهل هذه المدينة للإيمان.
عاد كانوا قومًا لايعبدون الله، وحار العلماء والمفكرون والمؤرخون بأن يعرفوا حقيقة هذه المدينة حتى الآن.
إرم في الأدب العالمي

ورد ذكر إرم في العديد من القصص العربية القديمة، وفي قصة ألف ليلة وليلة وبعد ترجمة هذه القصة انتقل اسم المدينة المفقودة إلى الأدب الغربي حيث وردت في العديد من القصص لأدباء أوروبيين مثل:
إحدى روايات الكاتب الأمريكي هوارد فيليبس لافكرافت في قصة (بالإنكليزية: The Nameless City) المدينة التي ليس لها اسم.
إضافة إلى روايات ل جيمس رولينز، فرانك هربرت، شون مكمولين وغيرهم.
ظهور المدينة في لعبة أنشارتد 3: دريكز ديسبشن الصادرة على جهاز بلاي ستيشن 3 و كونها نقطة محورية في القصة .
مصادر

الفقه في الدين



الفقه في الدين درجة عالية من مراتب الوعي الديني في الإسلام، لا بل إنها المرتبة العليا التي لا تضاهيها منزلة أخرى. نقول هذا بالاستناد إلى قول المصطفى (صلوات الله وسلامه عليه) في الحديث الذي يورده البخاري ومسلم وابن حنبل في ألفاظ متقاربة: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين». ونقوله أيضا اعتبارا لما يقضي به أحد المبادئ العليا في التشريع الإسلامي: «لا يعبد الله بجهل». وهذا المبدأ يعني أن أمر الدين لا يستقيم إلا بالمعرفة الدينية الصحيحة. وأحسب أننا، في العالم الإسلامي اليوم، وفي وطننا العربي، أحوج ما نكون إلى استحضار هذه الحقيقة الأولية: وجوب الفقه في الدين والتدبر في معنى الفقه المطلوب وفي مقتضياته. وفي رحاب الشهر الفضيل هذا، وتفكرا في مناح من وجودنا الراهن، سياسيا واجتماعيا وثقافيا، نود أن نقف وقفة تفكر في الدلالة البعيدة للفقه في الدين وفي مستلزماته.
تكتسي الوقفة هذه صفة الضرورة القصوى متى تبينا أن أحد مظاهر الاضطراب والسوء في وجودنا المعاصر، نحن أهل الإسلام، يقوم بالضبط في هذه الجراءة على الدين التي تجعل من زمرة كبيرة العدد من الأميين في المعرفة الدينية أو من كان زادهم قليلا ليس دعاة ووعاظا ومرشدين فحسب، بل تحملهم، دفعة واحدة، إلى رتبة الإفتاء في الدين والحكم بالتحريم آنا وبالتفكير آنا آخر. هنالك «تلبيس» شديد على الناس وخلط كثير، مؤلم، بين ما كان متصلا بالدين وما كان يمت إلى السياسة وإلى غيرها بسبب. لذلك فنحن ما نفتأ نقول، ونكرر مع غيرنا القول، إن الإسلام يعاني من معاداة من كان ينتسب إلى المسلمين أكثر مما يصيبه من أذى من يجاهر بعداوة الإسلام والمسلمين. يكفي في ذلك أن ننظر في جوانب كثيرة مما لا نزال نشاهده في الساحة العربية ويتم التلويح به من شعارات وأحكام تدل على جهل يكاد يكون تاما بالدين الإسلامي وبالمبادئ الكبرى وبالقواعد العامة التي توجه أهل الإسلام.
حالنا اليوم، في الوطن العربي الإسلامي خاصة، يستوجب في هذا المقام التذكير بحقائق أساسية ثلاث، يبدو أننا ننساها، أو بالأحرى، نتناساها.
الحقيقة الأولى هي أن القول في الدين يقتضي العلم الضروري والكافي لذلك، فليس لأي كان أن يفتي في الدين أو يقول فيه كما يحلو له. ليس عبثا أن المعرفة الدينية (المطلوبة شرعا) تستوجب بدورها تصنيف المؤمنين في خاصة وعامة، وغني عن البيان أن هذه القسمة لا ترجع إلى تمايز اجتماعي يكون التصنيف على أساسه؛ فيكون الأغنياء في جهة والأقل غنى أو الفقراء في جهة أخرى. لا علاقة بـ«الخاصة» في الخطاب الديني للإسلام بمال ولا بغنى أو فقر. يتساوى الخلق جميعهم في الطبيعة الإنسانية وفي الحق في التمتع بحقوق الإنسان كاملة، ولكنهم يتفاوتون في المدارك وفي القدرة على إدراك مرامي الخطاب الديني. لنقل في عبارة واضحة إن الخطاب الإلهي واحد، وكذا القول النبوي، ولكن المخاطبين لا يتساوون في استيعابه. الخاصة هي بالتالي تلك الفئة التي تمتلك من أدوات المعرفة الشرعية ما يجعلها في وضع مغاير لما تكون عليه «العامة». هذا التفاوت في الفهم والإدراك لا ينال في شيء من المساواة في الطبيعة الإنسانية ومن الحق في الكرامة والحرية، وبالتالي من الحق في التمتع بحقوق الإنسان، كما ذكرنا قبل قليل. ما يلزم الخاصة من واجبات هو غير ما يلزم العامة: فللعامة معرفة في الدين تلزمها وليست مطالبة بمعرفة أعلى منها، ومتى حاولت ذلك فإنها تقع في الإثم وتسقط في التطاول.
وللخاصة (علماء الإسلام في نهاية الأمر) مسؤوليات تجاه الخاصة. هذا نظام معرفي - وجودي يقتضيه ترتيب الوجود الإسلامي بطبيعته، وفي الخروج عنه يكون القول في الدين عن جهل، وتكون بداية الفتن والشرور. هل نحن في حاجة إلى القول إن الوجود العربي - الإسلامي يعرف من الخروج عن هذه القاعدة البسيطة الكثير فينتج عن هذا الخروج وعن ادعاء المعرفة الشرعية مصائب وأهوال؟ أليس الغلو (أو التطرف كما يقال في الغالب) سندا للإرهاب وتمهيدا له في الأغلب الأعم؟ ما تظهره لنا مشاهدة الواقع المعيش هو أن كل حركات الإرهاب والعنف الجسدي العنيف كانت تجد خلفها دوما دعامة من الجهلة بالدين ومن أنصاف المتعلمين. الحفاظ على القدرة على التمييز بين ما يلزم العامة وما كانت الخاصة مطالبة به هو ذاته نمط أول، ضروري، من أنماط المعرفة الدينية في الإسلام. لنقل، في عبارة واضحة، إنه الشرط الأول (الضروري والكافي كما يقول علماء المنطق) لإمكان الفقه في الدين وتحققه في الوجود الإسلامي حقيقة أولية يجمل التذكير بها، وأمر بديهي تلزم مراعاته وصونه من العبث به.
الحقيقة الثانية هي أن الوجود الديني في الإسلام، بل إمكان تحققه على الوجه الصحيح، يعتبر من شروط الفقه في الدين ومن مستلزماته، متى أحسنا الاستماع إلى الآمر الشرعي، يؤول بنا إلى مراعاة مبدأ شرعي كبير آخر، مبدأ ضروري، هو مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والأمر بالمعروف، متى ظهر تركه، والنهي عن المنكر، متى ظهر فعله، هو التعريف الذي يقدم للحسبة كما نعلم. ونحن إذ نتحدث عن الحسبة والاحتساب فنحن نقف على عتبة حد فاصل بين المعرفة والجهل. فمن جهة أولى ليس كل أحد يملك أن يقرر ما المنكر القبيح المنهي عنه وما المعروف الواجب فعله. لعل أول ما يلزم البدء به في هذا الصدد (خلافا لما يتوهمه الكثيرون) هو أن المنكر الأكبر هو الظلم بكل صوره وتجلياته. والظلم، شأنه في ذلك شأن العدل، لا يظهر أو يختفي إلا في الوجود الاجتماعي للبشر، وليس يتجلى إلا في الممارسات السياسية. لنقل، استنادا إلى ما ذكرناه أعلاه، إن البت في أمر يعتبر «معروفا» وفي آخر يعد «منكرا» أمر يخص «الخاصة» ويرجع إليها، وهذا من جانب أول، وهو يستوجب وجود القانون واعتباره السلطة العليا التي يكون الاحتكام إليها. هل حركات الإرهاب، في مختلف صورها وهي تحتمي خلف ادعاء الحفاظ على الشريعة ومراعاتها، شيء آخر سوى الجهل بالدين والخلط الشنيع بين ما يلزم كل فئة في مرتبتها وما يستدعيه الآمر الديني من وجوب إيلاء القانون الدرجة العليا في الوجود الاجتماعي. متى غابت القدرة على هذا التمييز فإن أعمال النهب والسرقة والقتل تجد كل المبررات التي تكون في حاجة إليها. كيف يكون لنا، مثلا، أن نفهم ما حدث في الشهور الأخيرة من جرائم ارتكبت باسم الدين و«الحسبة»؟! الحقيقة الثالثة هي أن من شروط الفقه في الدين ومن دلالاته في الوقت ذاته القدرة على التمييز بين ما كان يتصل بالدين ويرجع إليه ضرورة ووجوبا وما كان من أمور الدنيا ومقتضيات الوجود فيها، ومن مظاهر التحول والتغير التي ليس لها أن تمس جوهر الإسلام في شيء. الفقه في الدين يقتضي جملة مبادئ وكليات. منها المبدأ الأسمى الذي يقضي بأن شرع الله يكون ويتحقق حيث تكون المصلحة، وهذه بطبيعتها متحولة متبدلة في تجلياتها. ومن نتائج هذا المبدأ وتجلياته العمل على التماس مقاصد الشريعة والأهداف البعيدة التي تروم تحقيقها.
الفقه في الدين هو فيصل التفرقة بين الغلو والاعتدال وهو، في زماننا هذا، الحصن المنيع الذي يقوم في وجه الظلم والفساد والتوسل إلى الفتنة باسم الدين.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة